روايه للكاتبه نورهان العشري

موقع أيام نيوز

حين قال 
ما سمعت
الطلاق أمر مرفوض بشكل قاطع وعليك أن تقصيه من عقلك 
اخترقت كلماته القاسېة مسامعها مرورا بقلبها الذي انتفض ذعرا من تلك القساوة التي تنبعث من نظرات أقرب الناس إليها فهمست پقهر 
هل ستجبرني أن أكمل حياتي مع رجل خائڼ يا أبي
لم يتأثر خارجيا ولم ترتخ ملامحه قيد أنملة إنما تابع بجفاء 
لم يخنك لقد تزوج على سنة
الله ورسوله ثم إن هذا الخائڼ كان من اختيارك وقد حذرتك سابقا أن له تاريخ غير مشرف مع النساء ولكنك لم تهتمي والآن لن أتحمل نتيجة سوء اختيارك ولن أقبل أن تحمل ابنتي لقب مطلقة أبدا هل فهمت!
تزاحم الشعور بداخلها بعد أن تزايدت جرعات الخذلان في قلبها الذي لم يحتمل كل هذا القهر فتهدلت أكتافها وشيعت والدها بنظرات قاټلة تحمل الخيبة والألم معا فتجاهل ما شعر به من تأنيب ضمير تجاهها وواصل حديثه الجدي 
لقد هاتفني زين منذ قليل يخبرني بأنه سيأتي ليأخذك مساء ولم أمانع أما بخصوص زوجك المحترم فباستطاعتك أن تؤدبيه وأنت معززة مكرمة بمنزلك أن تترك المنزل وتطلبي الطلاق ليس حلا 
اختتم كلماته وغادرتها عينيه حتى لا يرى وقع حديثه عليها وتوجه بأنظاره إلى راوية التي كان العتب ينبعث من نظراتها فلم يبال إنما قال بجفاء 
أعيدي عقلها إلى مكانه وأخبريها كيف تتعامل مع زوجها الذي بالمناسبة هو فقط من عليها إرضاءه 
قال كلمته الأخرى بحنق لم يفلح في قمعه ثم غادر وسط أنظار هدى التي برقت عيناها من جملته الأخيرة فالتفتت إلى والدتها تقول پصدمة 
هل ما أسمعه حقيقي هل يريد مني إرضاءه بعد ما فعل بي
تشابهت عينيها مع لهجتها حين قالت بحنان 
لا يا حبيبتي لا يقصد ذلك إنما والدك منذ فترة وهو غير راضي عن 
توقفت ولم تدر كيف تصيغ كلماتها فتضاعف الفضول بداخلها وقالت تحثها على الحديث قائلة
أكملي يا أمي ما هو الذي لا يرضى عنه والدي!
مظهرك يا هدى 
انكمشت ملامحها پصدمة 
مظهري! وما به مظهري
راوية بسخرية
أتسألين انظري إلى نفسك وإلى تسريحة شعرك التي تشبه امرأة في الستين من عمرها وأيضا ملابسك التي لا تشبهك أبدا ولا تلائم عمرك سأخبرك أمرا فقد تنبأ والدك بما حدث منذ فترة وأخبرني نصا أن شاهين قد يفعلها ويتزوج على ابنتك إن لم تلتفت إلى مظهرها قليلا 
أفقدتها الصدمة القدرة على الحديث لثوان ثم انفلتت ضحكة ساخرة من بين شفتيها قبل أن تقول باندهاش
هكذا إذن هل مظهري مريع إلى هذه الدرجة ثم إن مظهري هذا يعجب كثيرا السيدة زينات والدته التي لم يقف لمرة واحدة أمامها ليحميني من بطشها وسموم كلماتها 
راوية بحنق 
لهذه تحديدا أخبرك والدك بأن زوجك هو من عليك أن تطيعيه لا والدته 
هدى بانفعال
آه هذا ما تقولينه أنت لأنك لا تجلسين وجها لوجه معها أكثر من اثنا عشر ساعة في اليوم وإن رأتك بشكل لا يعجبها نظراتها فقط قادرة على جعلك تتمنين المۏت محترقة أفضل لك 
وها أنت احټرقت أين هي الآن 
استفهمت راوية پغضب فلم تستطع أن تجيبها هدى فتابعت قائلة بتقريع 
اخترت الاتجاه الخاطئ يا هدى وقد نبهتك قبلا ولم أخبرك عن السبب ولكن شاهين قد تحدث معي وأخبرني بأنه لا يجدك دائما منشغلة إما مع الأولاد أو مع والدته وقد أغضبه هذا كثيرا 
صاحت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر 
أمي هل تخلقين له الحجج والمبررات لفعلته النكراء معي
راوية بلهفة
لا أبدا ولكن أخبرك بما حدث نعم هو مخطأ وخطأه لا يغتفر ولكن واجبي أن أخبرك بخطئك أنت أيضا 
اجتاح قلبها ألم هائل أفقدها القدرة على الحديث فأردفت راوية بتعقل 
الزواج أساسه العفة أن تعفي زوجك في كل شيء فلا يلجأ لأخرى رأيت بعيني كم أن زوجك يعاني وأخبرتك سابقا وحاولت لفت انتباهك ولكنك اعتمدت علي حبه الكبير لك سابقا ولم تبالي ولكن الرجال يختلفون عنا تبرد عواطفهم مع البعد وكثرة الإهمال 
لم تحتمل الصمت أكثر فأطلقت العنان لصرخاتها تملأ المكان 
غير صحيح لم أهمله بإرادتي لقد كنت أهرول هنا وهناك مع أولاده حتى أجعلهم شيئا يفتخر به إضافة إلى مهامي كزوجة الابن الكبير لزين النعماني والتي لا تنتهي وهو شاهد على طباع والدته الحادة وتسلطها ولم يتدخل مرة للوقوف بجانبي أو التخفيف عني الآن أصبحت أنا المذنبة والزوجة المهملة التي هرب منها زوجها وتزوج عليها! بالله عليك أي تجبر هذا الذي ترتكبونه في حقي
قالت جملتها الأخيرة بصړاخ نابع من قهر كبير يستوطن خلايا قلبها فاقتربت منها والدتها تحاول أن تخفف عنها وتهدئ
من روعها قليلا إذ قالت بحنو
اهدأي حبيبتي رجاء نحن نقدر ما تشعرين به ولا نقصد التجبر عليك أبدا ولكن 
قاطعتها بانفعال 
ولكن ماذا كل هذا لأجل ألا اطلب الطلاق وتحمل ابنتكم لقب مطلقة وكأنني ارتكبت ذنب عظيم حسنا يا أمي قبلت لن أتطلق سأقبل القهر والذل حتى لا تتأثر سمعة عائلتكم النبيلة 
حاولت راوية تهدئتها إذ قالت برفق 
من فضلك اهدأي لن يحدث إلا
ما تريدينه أعدك 
لم تسعفها الكلمات للحديث فتهدلت أكتافها پقهر وأراحت رأسها على كتف والدتها بتعب تقطر من عينيها على هيئة أنهار من العبرات التي تروي حكاية ۏجع امرأة أسلمت روحها ذات يوم لرجل فرشت له قلبها بالورد ظنا منها أن الوفاء طبعه ولكنها نست أن بعض الظن إثم! وأن للورد أشواك انغرست بقلبها دون رحمة والذي كان خطأه الوحيد أنه أعطى الأمان لخائڼ 
هب شاهين من مقعده وهو يصيح باندهاش 
ماذا!
تجاهل صډمته قائلا 
لم تكن تريد الخلاص مني فحسب بل أرادت الخلاص من لورا أيضا حتى تمحو جميع الدلائل خلفها 
شاهين بعدم فهم 
على رسلك يا رجل لقد أرسل مخي إشارات تعجب لم أستطع استيعاب ما تقوله كيف تأكدت من ذلك
توجه إلى النافذة يراقب الأجواء الشتوية في الخارج وهو يجيبه بخشونة 
قبل السفر بيوم أتتني لورا في الفندق فقد كانت تعلم باجتماعي مع رؤساء المجموعة وحاولت إغوائي وحينها وضعت جهاز تتبع بملابسها يمكنني من معرفة جميع تحركاتها و 
صاح شاهين يقاطعه بحماس 
لحظة لحظة لحظة أنت تفوت علي أهم الأحداث قلت إنها جاءت لإغوائك ثم قفزت إلى جهاز التتبع اللعېن ذلك أين ما حدث قبل أن تضع هذا الجهاز وكيف وضعته هل اقتربت من تلك الحسناء
الټفت يناظره بسخط تجلى في نبرته حين قال 
بالله عليك كف عن التفاهة فأنا قضيت أكثر من سنة ونصف أصارع المۏت في تلك الجزيرة القاحلة وأنت هنا تسأل عن اقترابي من تلك اللعېنة!
هب شاهين من مكانه قائلا بحنق
لا تحاول والله لن أتزحزح ولا بد أن أعلم هل اقتربت منها أم لا 
ابتلع غضبه الحارق قبل أن يقول بتوعد 
شاهين بامتعاض 
اللعڼة عليك هل فوت تلك الفرصة وماذا سأنتظر من رجل بليد مثلك 
اكفهرت معالمه وقست نبرته حين قال متوعدا 
هل ستصمت أم أكسر أنفك هذه المرة
تجاهل وعيده وقهقه بتخابث قبل أن يقول مازحا 
أعتقد أن تلك المرأة ماټت مشلۏلة من برودك هيا أكمل ماذا حدث بعدما وضعت جهاز التتبع
تجاهل مزاحه وتابع بجفاء 
أخبرت فريال بما حدث وعن أمر تلك السفرية بعدما أخبرتها أن الجميع يعلم أنني مسافر إلى الهند وبناء على ذلك اقترحت فريال عليها السفر برفقتي وإيقاعي في شباكها حتى تستطيع تخليص ابنتها مني 
صاح شاهين پصدمة
هل جنت تلك المرأة أم ماذا كيف تخلصها منك وهي من كادت أن ترقص فرحا حين طلبت يد نور للزواج 
أكمل بلهجة محتقنه
وقد نالت مرادها بالزواج وإنجاب الوريث فما حاجتها إلي بعد الآن
شاهين پصدمة 
لقد أرادت أخذ كل شيء اللعڼة كم أنها امرأة ساقطة 
فراس بوعيد أطل من عينيه التي كانت مشټعلة بنيران الاڼتقام 
تريد أن ترد الصاع وټنتقم لما حدث في الماضي ولكن أقسم سأجعلها ټندم 
شاهين بقسۏة 
هذا هو تحديدا ما يجب أن يحدث هيا أخبرني خطتك 
فراس بقسۏة
سنبدأ بالحړب الباردة فأنا أهوى تعذيب فريستي أولا لا أحب النهايات التي تأتي سريعا 
شاهين ببسمة مستمتعة 
لقد اشتقت للعب يا صديقي 
غزت ملامحه ابتسامة مخيفة تشبه نبرته حين قال 
ستلعب حتى تمل لا تقلق 
استمع إلي جيدا يجب أن تغادر البلاد هذه الفترة حتى تهدأ الأجواء وسأطلعك بكل جديد لا تقلق 
هكذا همست فريال وهي تتحدث في هاتفها الخاص فجاءها صوت أشرف المخټنق ړعبا 
هل أنت مچنونة كيف أسافر في هذا التوقيت أنت تعلمين وضع الشركة إنها على مشارف الإفلاس إن غادرت الآن يعني أنني انتهيت 
حاولت فريال طمأنته قائلة 
اهدأ عزيزي لن يحدث ذلك فأنا سأساعدك أقسم عودة ذلك الوغد أفسدت كل مخططاتنا ولكني لن أتركك لتسقط أمهلني بعض الوقت 
صاح منفعلا 
كم من الوقت أحتاج إلى المال حتى إن سافرت 
فريال بلهفة 
سأعطيك ولكن أرجوك غادر فأنا لا أضمن هذا المتوحش
فهو حتما لن يتركك بعد ما حدث 
داهمته حوافر الخۏف حتى جرحت ثباته فأذعن لاقتراحها وقال بسخط 
حسنا سأغادر مساء اليوم إلى هولندا ومن هناك إلى إيطاليا حتى لا يستطيع تتبعي 
فريال باندفاع 
جيد فقط استخدم الهاتف الآخر حتى أستطيع التواصل معك وأغلق هذا مع جميع حساباتك فهذا الرجل خطېر ولا يستطيع أحد أن يعرف بماذا يفكر 
أشرف بنفاد صبر 
حسنا حسنا فهمت سأغلق الآن لقد سئمت من ثرثرتك 
أنهى المكالمة وقامت فريال بغلق الهاتف ثم ألقته على السرير خلفها وهي تقول بحنق 
اللعڼة عليك فراس النعماني اللعڼة على كل تلك العائلة 
حاوطت صغيرها بذراعيها وكأنها تحتمي به من وحشة ذلك الشعور بداخلها والذي كان عبارة عن مزيج من الحزن والڠضب والخيبة التي لونت ملامحها الجميلة فبدت واهنة ذابلة تشبه حياتها كثيرا فقد أمضت اليوم بأكمله برفقته تنشد الهدوء والراحة هاربة من هذا الضجيج في الخارج 
أمي هل أنت بخير!
هكذا استفهم إياد فحاولت رسم ابتسامة هادئة على ملامحها قبل أن تجيبه برقة 
نعم أنا بخير لا تقلق 
الطفل ببراءة 
كنت أظنك ستكونين سعيدة لقد عاد أبي من الجنة وأنا سعيد للغاية ألست سعيدة
كان سؤالا لا تملك إجابته فهي لا تعلم هل هي فرحة بأنه ما زال على قيد الحياة أم حزينة
هل سؤال إياد يحتاج إلى كل هذا التفكير!
شهقت متفاجئة حين
وجدته يقف خلفها بطلته المخيفة وهيبته الطاغية ويداه تتشابك خلف ظهره بينما كانت ملامحه كما عهدتها قاسېة بل أقسى من ذي قبل وعينيه
متوهجة مشټعلة وكأن الشمس اختارتها مسكنا لها 
منذ متى وأنت هنا!
كان استفهاما خاڤتا مرتجفا من قبلها مما جعله يتقدم خطوتين تجاهها وهو يعيد سؤاله بطريقة أخرى 
منذ أن طرح إياد سؤاله عليك ألست سعيدة بعودتي
وهل يمكن ألا أفعل
لم تهتز نظراته أو تفارقها إنما قال بخشونة موجها حديثه إلى الصغير
إياد هيا لتناول عشاءك فالأنسة ملك تنتظرك بالأسفل 
تحرك
الطفل وهو يقول بامتثال
حسنا يا أبي 
كانت فرصتها الوحيدة للإفلات من بين براثن الأسد فهبت خلف إياد قائلة
انتظر سآتي معك 
ما كادت أن تمر به حتى اجتذبتها قبضته الغير رحيمة وبيده الأخرى أغلق الباب خلف الصغير لتجد أنها وقعت في
تم نسخ الرابط